عَنْ عَمْرُو بنِ عَوْفٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّ النَّبِيَّ عَلَيْهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ قَالَ لِبِلالِ بنِ الْحَارِثِ يَومَاً : « إِعْلَمْ يَا بِلالُ » ، قَالَ : مَا أَعْلَمُ يَا رَسُولَ اللهِ ؟ قَالَ : « اِعْلَمْ أَنَّ مَنْ أَحْيَا سُنَّةً مِنْ سُنَّتِي أُمِيتَتْ بَعْدِي كَانَ لَهُ مِنَ الأَجْرِ مِثْلُ مَنْ عَمِلَ بِهَا مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْقُصَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْءٌ ، وَمَن ابْتَدَعَ بِدْعَةَ ضَلالَةٍ لا يَرْضَاهَا اللهُ وَرَسُولُهُ كَانَ عَلَيْهِ مِثْلُ آثَامِ مَنْ عَمِلَ بِهَا لا يُنْقِصُ ذلِكَ مِنْ أَوْزَارِ النَّاسِ شَيْءٌ » .
أخرجه الترمذي وابن ماجه وقال الترمذي حديث حسن
الحمد لله الذي خلق الزمان وفضّل بعضه على بعض فخصّ بعض الشّهور والأيام والليالي بمزايا وفضائل يُعظم فيها الأجر ، ويَكثر الفضل رحمة منه بالعباد ليكون ذلك عْوناً لهم على الزيادة في العمل الصالح والرغبة في الطاعة ، وتجديد النشاط ليحظى المسلم بنصيب وافر من الثواب ، فيتأهب للموت قبل قدومه ويتزود ليوم المعاد .
ومن فوائد مواسم الطاعة :
سدّ الخلل ، واستدراك النقص ، وتعويض ما فات ،
وما من موسم من هذه المواسم الفاضلة إلا ولله تعالى فيه وظيفة من وظائف الطاعة يتقرب بها العباد إليه ، ولله تعالى فيها لطيفة من لطائف نفحاته يصيب بها من يشاء بفضله ورحمته ،
فالسعيد من اغتنم مواسم الشهور والأيام والساعات وتقرب فيها إلى مولاه بما فيها من طاعات فعسى أن تصيبه نفحة من تلك النفحات ، فيسعد بها سعادة يأمن بعدها من النار وما فيها من اللفحات ] .
ابن رجب في اللطائف ص40 .
فمن الأعمال الفاضلة التي ينبغي للمسلم أن يحرص عليها
التكبير
فيسن التكبير والتحميد والتهليل والتسبيح أيام العشر ، والجهر بذلك في :
المساجد ، والمنازل ، والطرقات
وكل موضع يجوز فيه ذكر الله إظهاراً للعبادة ،
وإعلاناً بتعظيم الله تعالى .
ويجهر به الرَّجال وتخفيه المرأة
قال الله تعالى :
" لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ "
الحج : 28 .
صفة التكبير
الله أكبر ، الله أكبر ولله الحمد ،
أو بثلاث :
الله أكبر ، الله أكبر ، الله أكبر ، لا إله إلا الله ،
الله أكبر ، الله أكبر ، الله أكبر ، ولله الحمد ،
وينبغي أن نعلم أن التكبير نوعان :تكبير مطلق ، وتكبير المقيَّد ،
أما التكبير المطلق :
فيبدأ من أول يوم من العشر إلى آخر يوم من أيام التشريق فهو ثلاثة عشر يومًا ،
فيسنُّ التكبير في هذه الأيام في كل وقت :
في الصباح أو المساء ، قبل الصلاة أو بعدها
بدون تقييد بوقت أو زمن .
وأما المقيَّد :
فيبدأ من فجر يوم عرفة إلى عصر آخر يوم من أيام التشريق،
ويكون هذا التكبير بعد الصلوات المفروضة فقط لذلك سمَّي تكبيرًا مقيدًا ، أي بأدبار الصلوات المفروضة .
وفي يوم عرفة والأيام التي بعده
يجتمع المطلق والمقيَّد جميعًا .
ولا سيما في أول العشر فلا تكاد تسمعه إلاَّ من القليل ، فينبغي الجهر به إحياءً للسنة ، وتذكيراً للغافلين ، وقد ثبت أن ابن عمر وأبا هريرة رضي الله عنهما كانا يخرجان إلى السوق أيام العشر يكبران ويكبر الناس بتكبيرهما ، والمراد أن الناس يتذكرون التكبير فيكبر كل واحد بمفرده وليس المراد التكبير الجماعي بصوت واحد فإن هذا غير مشروع .
إن إحياء ما اندثر من السنن أو كاد فيه ثواب عظيم دلَّ عليه قوله صلى الله عليه وسلم :
( من أحيا سنة من سنتي قد أميتت بعدي فإن له من الأجر مثل من عمل بها من غير أن ينقص من أجورهم شيئاً )
المرجع موقع :
الشيخ محمد بن عثيمين
والإسلام سؤال وجواب
وبعد أخي المسلم :
هل ستحرم نفسك من هذا الأجر وأنت أحوج ما تكون إليه ؟
هل ستنصر سنة نبيك في نفسك بإشهار سنة التكبير بين أهلك ، وزملائك ، والمسلمين من الحجَّاج وغيرهم ؟
هذا هو المأمول والمنتظر
لا حرمنا الله وإياك اغتنام مواسم الخيرات
للهم إني أسألك أن تجعلنا جميعًا من حزبك المفْلحين وأوليائك المتَّقين ، اللهم أسْقنا من حوض نبيك ، اللهم أدخلنا في شفاعته ، اللهم اجمعنا به في جنّات النّعيم مع الذين أنعمت عليهم من النبيين ، والصديقين ، والشهداء والصالحين .
اللهم لا تجعل ذنوبنا حائلاً بيننا وبين ذلك ، وتجاوزْ عنَّا واغفر لنا واعفُ عنَّا ، فأنت إلهنا وملجؤنا وملاذنا ، لا رب لنا سواك ، ولا إله لنا غيرك ، نسألك اللهم أن تَمُنَّ علينا بالعفو والغفران ، وأن تُعيد علينا أمثال هذه الأيام ونحن نتمتّع بالأمن والإيمان وسلامة الأديان والأبدان يا رب العالمين .
اللهم لا تجعل ذنوبنا حائلاً بيننا وبين ذلك ، وتجاوزْ عنَّا واغفر لنا واعفُ عنَّا ، فأنت إلهنا وملجؤنا وملاذنا ، لا رب لنا سواك ، ولا إله لنا غيرك ، نسألك اللهم أن تَمُنَّ علينا بالعفو والغفران ، وأن تُعيد علينا أمثال هذه الأيام ونحن نتمتّع بالأمن والإيمان وسلامة الأديان والأبدان يا رب العالمين .
﴿ رَبَّنَا آَتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآَخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ﴾ البقرة : 201
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق