امثال لا أحترمها..
أمثال غدت كالمعتقد الراسخ,
فبمجرد الاستشهاد بها تصنف كالنص المرسل أو كالحديث المتفق عليه للأسف!
ويجب على الكل الانصياع والتفاعل معها والوقوف عند معانيها!
مقولات فجة على الذوق السليم ..
وجملٌ تمجها الأسماع والعقول
ولكن للأسف قد سار بها الركبان وتناقلها الناس ..
وهي لا تعدو كونها مقولة لأحدهم لربما كان من أجهل الجهال!
معانٍ رديئة وإيحاءات خطيرة وتعميق مخيف للسلبية!
ودفع شديد باتجاه سلوكيات خاطئة!
إضافة إلى أنها تخالف نصوصاً كثيرة جاءت بها الشريعة ..
وسأستعرض مجموعة منها وهي غيض من فيض ونقطة من بحر تلك الأمثال التي لا أكن لها أي تقدير وأي احترام ..
1- اتق شر من أحسنت إليه....
وهو من أقبح الأمثال وأرداها بلا منافس وهذا المثل يدعوك أن
تترقب الإساءة مع من قدمت إليه معروفاً أو أسديت له جميلا,
وكأن ردة الفعل السلبية بعد فعل الخير أمر لازم , وهذا المثل يبدو أنه يناسب كائنات حية غير البشر,
فالنفس البشرية فيصغرها وكبرها قد جبلت على مقابلة الإحسان بالإحسان
والعطاء بالعطاء , إضافة إلى جملة من النصوص القرآنية التي توضح بما لا يدع
مجالاً للشك أن الدفع بالحسنى والعطاء سيجعل من العدو اللدود صديقاً حميماً!
✿✿✿✿
2- من شب على شيء شاب عليه...
وهو مثل باختصار ساند ويعزز قانون الحتمية الذي يعمل به البطالون والكسالى ومقاومو التغيير
ويسوّغون تقاعسهم بأنهم قد نشؤوا على تلك الحال! فإذا ما دعوته نحو التغيير
والتجديد أو تغيير إحدى العادات السيئة برر بأنه نشأ على هذا واعتذر بهذا المثل ولو كان هذا مثلاً صحيحاً
لعطلنا الكثير من الأحاديث والآثار التي تدعو لفاضل الأخلاق وهجر سيئها.. ( والصحابة رضوان الله عليهم
مثلاً شب كثير منهم على الشرك, لكن لم يشيبوا عليه, ومع أن بعضهم أسلم وعمره فوق الستين! إلا
أنهم غيروا أنفسهم وغيروا وجهة التاريخ).
✿✿✿✿
3- عصفور باليد ولا عشرة على الشجرة...
مثل يربي النفس على الاستكانة ويدفع الناس نحو العيش بين الحفر , والقبول بأقل القليل
والتخوف من أي تجربة أو محاولة تتطلب الإقدام ؛ لذا فهو يقتل الجرأة والتطلع, ويشارك هذا المثل
في تلك المعاني المثبطة والإيحاءات السلبية مثل:( القناعة كنز لا يفنى )!
ومثل: ( مدّ رجولك على قد لحافك).
✿✿✿✿